مجتمع

الحياة رحلة… فلنحسن السير فيها

/بقلم ريما فارس/

في زحمة الحياة وضجيجها، قد ننسى بساطة الأشياء، ونغفل عن الحقائق العميقة التي لا تحتاج إلى كثير من التفسير بقدر ما تحتاج إلى قلبٍ واعٍ. تشارلي شابلن، ذاك الممثل الصامت الذي أضحك العالم وهو يخبئ جراحه، عاش 88 عامًا، ترك خلالها إرثًا ليس من الأفلام فحسب، بل من الحكم التي تشبه المرايا… ترينا أنفسنا كما نحن.

قال شابلن ذات يوم: “لا شيء يدوم إلى الأبد، ولا حتى مشاكلنا.”
عبارة تلامس كل من سهر ليلًا على وجع، أو ابتلع دمعة خوفًا من الانكسار. هي تذكرة رقيقة أن الأيام تمضي، وأن الشمس لا بد أن تشرق، ولو بعد ليلٍ طويل.

وحين قال: “أحب المشي تحت المطر، لأنه لا أحد يرى دموعي”، لم يكن يهرب من العالم، بل كان يعلم أن القوة لا تعني الجهر بالحزن، بل القدرة على تجاوزه بصمتٍ نبيل.

“أكثر يوم ضائع في الحياة هو اليوم الذي لا نضحك فيه”، كم نحتاج أن نتذكر هذا في أيامنا الثقيلة، تلك التي نغفل فيها عن لحظة ضحك، أو ننتظر السعادة أن تأتي من الخارج، بينما هي تنبت في داخلنا، في قهقهة صادقة، أو نظرة طفل.

ثم أهدانا ستة من أفضل الأطباء، لا يحملون شهادة طب، بل يحملون وصفة الحياة:

الشمس: ضوءها ليس فقط دفئًا للجسد، بل نورًا للروح.

الراحة: ليست كسلاً، بل استراحة محارب يعيد بها ترتيب نفسه.

التمرين: حركةٌ للحياة، وانتفاضٌ ضد الخمول.

النظام الغذائي: احترام لأجسادنا التي تحملنا في كل ظروفنا.

احترام الذات: حجر الأساس لكل علاقة ناجحة.

الأصدقاء: مرايا الروح، وملاذ القلب حين تضيق الأرض.

ومن تأمل الجمال المحيط به، عرف أن الله أبدع في كل شيء:

فالقمر جماله هادئ، يهمس لنا أن الضوء قد يولد من الظلام.

والشمس قوتها جهرٌ بقدرة الخالق.

أما المرآة، ففيها نرى أنفسنا، ونفهم أن الله صنعنا بإتقان.

نعم، نحن مجرد سياح في هذه الدنيا.
نأتي بلا حقيبة، ونغادر بلا موعد.
رحلة قد تطول أو تقصر، لكن ما يجعلها جميلة هو كيف نعيشها.
هل نعيشها بشكر؟
هل نعبرها بحب؟
هل نترك خلفنا أثرًا طيبًا كما فعل شابلن؟

عش اليوم كما لو أنه هدية،
واضحك، حتى لو كانت العين دامعة.
سر تحت المطر، وابكِ إن احتجت، لكن لا تنسَ أن في داخلك نورًا لا يخبو.
وتذكّر… غدًا قد يكون، وقد لا يكون، لكن اللحظة التي بين يديك هي أثمن ما تملك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى