حرب الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة الى اين ؟

تستمر حرب الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة، في وقت جددت فيه بكين دعوتها للحوار، مشددةً على أنها لا تخشى الحرب التجارية مع الإدارة الأمريكية.
في المقابل، اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه يتعين على الصين أن تأتي إلى طاولة المفاوضات، لكنّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، اشترط على واشنطن التوقف عن ممارسة الضغوط.
ومن بين الشروط أيضا وقف التهديد والابتزاز، والتحدث مع الصين على أساس المساواة والاحترام والمنفعة المتبادلة، من أجل حل المشكلة، مؤكدا أنه لا رابح من هذه الحرب.
من جانبها، أكدت وزارة التجارة الصينية انفتاح بكين على التفاوض مع الولايات المتحدة حول الملفات الاقتصادية والتجارية، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي ما وصفه بالفرصة الأخيرة التي تستغلها الصين في علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة.
في هذا الموضوع، قال الخبير الاقتصادي، إبراهيم محمد، إن الصين في طريقها لإيجاد بدائل للسوق الأمريكية ولكنها تحتاج لسنوات لتعويض السوق الأمريكية، لكن لديها بدائل أخرى بتشجيع الطلب الداخلي.
واعتبر أن سياسة الإدارة الأمريكية غير واقعية، مشيرا أن خمسين سنة من العولمة لا يمكن تقويضها بقرار رئاسي برفع الرسوم الجمركية.
وأشار إلى أن الصين ترغب في التفاوض لكن بضمانات ألا يكون هناك تذبذب في السياسات الاقتصادية في الولايات المتحدة.
من جهته، قال مدير عام المعهد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي، ماهر نقولا الفرزلي، إن الصين لها علاقات قوية بمعظم الدول ولكن سيكون من الصعب عليها الحصول على بديل للسوق الأمريكية، نظرا لنوعية البضائع التي ترسلها إلى أمريكا وأوروبا.
ويرى الفرزلي أن السياسة والتجارة والاقتصاد عبارة عن “مسرحية كبرى”، خاصة وأن العالم يدخل “فترة ما بعد العولمة”، عن طريق الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة بعيدا عن دول أوروبا وولادة عالم جديد، لكن هذا كله لا يصب في صالح البلدين.
وأكد أن البلدين سيصلا تدريجيا خلال أشهر إلى حل وسط، متعلق بالعجز التجاري، حتى يتراجع ترامب عن استخدام الرسوم الجمركية.