“فن الود”

إنّ إدارة البيوت ليست مهمة سهلة، فهي تتطلب توازنًا دقيقًا بين مختلف الجوانب التي تضمن استمراريتها وسعادتها. إن البيت الناجح لا يُدار بالندية أو الصراع، بل يُبنى على أسس الود والاحترام المتبادل. العلاقة الزوجية تشبه السفينة التي تحتاج إلى الرياح الصديقة كي تمضي في رحلتها بسلاسة، وهذه الرياح هي الاحترام المتبادل بين الزوجين.
الاحترام ليس مجرد كلمة، بل هو أساس تستند عليه كل العلاقات داخل البيت. عندما يُقدّم الاحترام، تنتعش أجواء المحبة والتفاهم، ويصبح كل طرف أكثر استعدادًا للتعاون والتضحية من أجل الآخر. على العكس، فإن الهجر والتأديب الصارم يمكن أن يؤديان إلى تصدع العلاقة، وربما هدم أسسها.
لكن الحياة الزوجية لا تخلو من الأخطاء، وهنا يأتي دور التغافل والتنازل. فالتناطح والكِبر لا يحققان شيئًا سوى إثارة الصراعات وزيادة الفجوة بين الزوجين. من المهم أن يتعلم الزوجان فن التغافل عن الهفوات البسيطة والتنازل عن بعض المواقف من أجل الحفاظ على السلام الداخلي للعلاقة.
ويجب ألا نغفل عن الدور الكبير للحب والتسامح في استمرارية الحياة الزوجية. فالإهمال والعناد يؤديان إلى تجمد المشاعر وغياب الدفء الذي يغذي الروابط الأسرية. إنّ الحب الصادق يزدهر في بيئة من التسامح والتفاهم، ويكبر بالكلمة الحلوة والتضحية المتبادلة بين الزوجين.
ختامًا، نستذكر قوله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا”. فالود هو هدية من الرحمن للقلوب التي آمنت وعملت الصالحات. وليكن هذا المقال فرصة لزرع المزيد من الحب والاحترام في قلوب أحبائكم.
ريما فارس




